مشاهدة الرسوم المتحركة لا تخص الأطفال فقط بل حتى البالغين


مشاهدة الرسوم المتحركة

هناك نظرة خاطئة حول المرحلة العمرية التي تخص مشاهدي الرسوم المتحركة، فهل تسرعت بالحكم على هذه النظرة المجتمعية بالخاطئة من البداية؟ في هذا الموضوع سأقدم لكم العديد من الأدلة المنطقية وبكل حياد، على أن مشاهدة الرسوم المتحركة بتعدد أسمائها كرتون، أنمي، أنيميشن… لا تخص الأطفال فقط بل كل المراحل العمرية، لكن قبل البدأ في الغوص في هذا الموضوع دعوني أولا أقدم لكم تعريفا عن الرسوم المتحركة وبكل إيجاز.

الرسوم المتحركة هو عرض سريع بطريقة متتابعة لمجموعة من الصور، من أجل أن ظهورها على شكل فيديو متحرك، عندما كنا صغار كان يعتقد آبائنا بأن الرسوم المتحركة هو شيء جديد، وبكل بساطة لأن أغلبهم لم يشاهدوها في صغرهم، وذلك راجع لعدم توفرهم على شاشة التلفاز، وإقتصارهم على الذهاب إلى دور السينما، أو كانت لديهم أجهزة تلفاز قديمة، لكن لا يتم البث عليها الرسوم المتحركة، إذ أغلبهم يعتقد بأنه لم يتم إختراع الرسوم المتحركة إلى في زمن مستقبلي، ولا يعلمون بأن حتى آبائهم بل حتى أجدادهم، كان بإمكانهم مشاهدة أفلام الأنيميشن لو كانوا يتواجدون في المكان المناسب.

اقرأ أيضًا: لماذا بعض شخصيات الأنمي الذكور يتم أداء أصواتهم من طرف الإناث؟

يعد فيلم الأنيميشن القصير الأوهام (بالإنجليزية Fantasmagorie) لسنة 1908 أقدم عمل كرتوني مرسوم، مع أنه هناك أعمال قبل ذلك، لكن يتم رسمها مباشرة على اللوحة وتظهر يد الراسم، وأيضا يمكن إعتبار أول فيلم أنيميشن قصير هو Fiddlesticks لسنة 1930، تعد أعمال أفلام الأنيميشن الخاصة بشركة والت ديزني من بين أقدم وأفضل الأعمال، إذ يعتبر فيلم الأنيميشن المطول بالألوان سنو وايت والأقزام السبعة لسنة 1937 أول فيلم مميز في تاريخ الرسوم المتحركة، وبعدها إنطلقت بأفلامها الرائعة بجانب أفلام الأنيميشن الأسطورية والمميزة للإتحاد السوفياتي.

أنيميات البالغين:

هناك العديد من الأنيميات التي موجهة فقط للبالغين، ولا أقصد هنا الأعمال المخلة بالآداب والجنسية، بل أقصد أفلام الرومانسية والغرام والزواج، أو التي نجد بأن قصتها تتمحور حول رجل توفيت زوجته ويقوم بتربية أولاده، أو شاب يقوم بالبحث عن عمل، فقد نجد بأن القصة تتمحور حول الطلاق، حول طرد رجل من العمل وبحثه عن الشغل، أنيميات حول المعاملات التجارية والبورصة، أنيميات الحزن الممزوجة بمشاكل الأشخاص البالغين وحياتهم اليومية.

أنيميات الحزن الشديد:

عندما يكون المشاهد صغير في السن، فإن الغاية من مشاهدته للكرتون هي المتعة والضحك والتسلية قبل كل شيء، وليس الحزن والإكتئاب، لكن هناك بعض الأعمال تتمحور قصتها حول أحداث حزينة جدا حتى لو كانت الشخصيات الرئيسية فيها عبارة عن أطفال، وبهذا قد تتسبب في صدمة نفسية للمشاهد الصغير في السن، ولهذا السبب ينصح فقط بها للبالغبن وهم أنفسهم سيشعرون بالحزن وربما البكاء، لكن أعمارهم تجعلهم لا تأثر فيهم القصة بشكل سلبي في حياتهم فيما بعد، ومن بين الأعمال التي تحطم القبول نجد مسلسل الأنيمي انوهانا: ما زلنا لا نعلم إسم الزهرة التي رأيناها ذلك اليوم لسنة 2011، وفيلم الأنيمي قبر اليراعات لسنة 1988.

أنيميات العنف الشديد والدموية:

هناك بعض الرسوم المتحركة التي نجدها مليئة بالقتل والدموية، مثل مسلسل الأنمي بلود -سي لسنة 2011، أو فيلم نينجا سكرول لسنة 1993، وأغلب أفلام الثمانينيات والتسعينيات التي تمزج بين اللقطات المخلة بالحياء والدموية والرعب وهي كثيرة جدا، ومن بينها نجد فيلم شفق سيد الظلام لسنة 1997، أو فيلم مدينة شريرة لسنة 1987، وغيرها من الأعمال الدموية.

أنيميات الرعب:

طبعا هذا النوع يشبه أعمال العنف والدموية، وغالبا ما نجده بجو مظلم وبارد، تواجد أشباح غامضة، فهناك أنيميا مرعبة مثلها مثل الأفلام والمسلسلات الواقعية من حيث القصة، الإختلاف الوحيد هو أنها مرسومة، وبالتالي فكما أن الأعمال الواقعية قد تكون ممنوعة للأشخاص أقل من 18 سنة مثلا، فالأمر كذلك ينطبق على أنيميات الرعب، إذ لو شاهدها الطفل قد تجعل منه يحلم بالكوابيس، وتأثر عليه سلبا في حياته ودراسته ونفسيته.

أنيميات لها نفس قصة أعمال الواقع:

وهذا نراه غالبا في مسلسلات وأفلام الأنيميشن، إذ غالبا قصة الأبطال الخارقين في فيلم واقعي يمكن أن نجدها على شكل فيلم أنيميشن، بل في أغلب الأحيان أفلام الأنيميشن تكون أفضل، فالفرق فقط يوجد في الرسم أما القصة نفسها، يعني لو كان فيلم أنيميشن للأبطال الخارقين لا يصلح للكبار، فهذا ينطبق كذلك على أعمال الأبطال الخارقين الواقعية بممثلين حقيقيين، خلاصة الرسم وحده لا يكفي لجعل العمل يصبح موجه للأطفال، بل مضمون القصة هو الأهم.

الأنيميات الطويلة جدا:

أعتقد شخصيا بأن هذا الدليل هو الأكثر منطقية على الإطلاق، فكيف لشخص مثلا بدء في مشاهدة أنمي ون بيس سنة 1999 وهو طفل في عمر خمس سنوات، وبعدما أصبح عمره 15 سنة نخبره بأنه أصبح كبيرا على الأنمي، يعني فقط بعد 10 سنوات، أما الأنمي فهو مستمر منذ أزيد من 20 سنة، فلقد أصبح الطفل صاحب 5 سنوات لديه الآن أكثر من 25 سنة، فلا يعقل عدم إكمال مسلسل الأنمي ومعرفة النهاية بحجة أنه أصبح أكبر في السن، وخاصة إن كان الشخص يريد إكمال الأنمي، وفقط نظهرة الناس تمنعه من ذلك، أو تجعله يشاهد التكلمة في خفاء وبعيد عن أنظار أقاربه وكأنه يسرق أو يقوم بفعل محرم.

خلاصة:

لا يجب على الإنسان أن يخاف أو يشعر بالخجل من نظرة المجتمع، فالناس ستتكلم ستتكلم، المهم أن تكون مقتنع بما تفعله ومتأكد من أنه لا يضرك ولا يضر أحد، لا أخلاقيا ولا قانونيا، عندما يكون هناك شخص شاب مثلا ويشاهد الأنمي لكنه مجتهد كثيرا في دراسته، هنا قد تغض العائلة الطرف، وأيضا إن كان هناك رجل موظف مرموق يعمل بجد وله دخل مادي مميز، فهنا قد لا تتدخل زوجته إن رأته يشاهد الرسوم المتحركة، لأن كل واجباته يقوم بها، لكن في بعض الأحيان قد يكون عمل ذلك الشخص مرتبط بمشاهدة الأنيمي، وذلك من أجل القيام بمراجعات على منصة اليوتوب والربح المادي من ورائها، أو العاملين في كتابة المانجا أو رسم الرسوم المتحركة، مع العلم أن أغلب العاملين في الميدان من يوتوبرز ورسامين يحبون عملهم حقا قبل أن يكون من أجل ربح المال، وأيضا لهم أعمال أخرى في الحياة الواقعية مرتبطة بعالم الأنيمي أو غير مرتبطة به.

من خلال موقع أتفرج، يمكن لجميع محبي الفرجة، وخاصة لعشاق مشاهدة الرسوم المتحركة، إخبارنا في التعليقات بوجهة نظرهم، وأيضا بوضع دليل آخر لم أضعه في الموضوع، والذي ينفي فكرة أن مشاهدة الأنمي للصغار فقط، إذ أعمال الرسوم المتحركة وكغيرها من الأعمال تخص كل المراحل العمرية، ولا تنسوا بالتصويت على الموضوع ككل بالإيجاب أو بالسلب.