لماذا نجد مشاهد مخلة بالحياء في أغلب الأفلام الأجنبية؟


مشاهد مخلة بالحياء

لا أعتقد أن أحدا من محبي الفرجة لم يسبق له أن تساؤل: لماذا نجد مشاهد مخلة بالحياء في أغلب الأفلام الأجنبية؟ وطبعا هذا الأمر ينطبق كذلك على أغلب أعمال (المسلسلات، الأنيميشن، الأنمي…)، ومع الأسف حتى الأعمال العربية كانت ولا تزال فيها لقطات مخلة بالآدب. قبل البدء بوضع الأسباب من وجهة نظرنا الخاصة، دعونا أولا نقوم بتوضيح أمر مهم، تختلف قضية المشاهد المخلة بالحياء من مجتمع لآخر، ونحن هنا في موقع أتفرج نمثل المجتمع العربي.

طبعا هناك الآلاف من الأفلام، لكن هناك فقط المئات من الأعمال المميزة، ويمكن القول بأن %90 من هذه الأعمال المميزة تتضمن لقطات جنسية خادشة بالحياء، و %5 منها يتضمن قلة الحياء بشكل غير مباشر ولا تظهر في الفيلم، و أخيرا %5 من الأفلام المميزة التي ليس فيها أي مشاهد خليعة، يمكن أن تحتوي على العنف أو الدموية أو الرعب، والذي هو ليس موضوعنا اليوم، والصورة التي تشاهدونها هي رسمة قام بها جاك لحبيبته روز، وذلك من خلال الفيلم الغني عن كل تعريف تيتانيك لسنة 1997.

اقرأ أيضًا: ممثلين قاموا بلعب العديد من أدوار الأبطال الخارقين

نحن لا نتكلم عن الأفلام الجنسية، بل عن الأفلام العادية، والتي الغرض منها قصة الفيلم وليس مشاهدة الإباحية، قبل وضعنا للأسباب التي من خلالها نجد في أغلب الأفلام مشاهد مخلة بالآداب، دعوني أولا نوضح نقطة مهمة أخرى، فإننا نقصد من المشاهد المخلة بالحياء، القيام بالعلاقة الجنسية، العري، تبادل القبل، اللباس الغير المحتشم، الكلام الساقط، وأيضا قصة الفيلم، إذ يمكن أن نجد عمل من دون أي شيء جنسي ظاهر، لكنه يحرض على الإعتداء الجنسي على الأطفال، العمل في مجال الدعارة، المثلية…، إذ من الصعب إلصاق المشاهد المخلة بالحياء بمفهو واحد.

هناك بعض أنواع الأفلام معروفة أكثر من غيرها بالمشاهد المخلة بالحياء، إذ في أغلب الأفلام الرومانسية نجد تبادل القبل على الأقل، إلى الوصول إلى علاقة جنسية كاملة، وأيضا في أفلام التقطيع، إذ غالبا ما نجد هناك ثنائي يمارسون الجنس، وبعد ذلك يتم قتلهم من طرف القاتل، أو إمرأة عارية في الحمام…، وأيضا في أفلام الكوميديا والإثارة، وأي نوع من الأفلام غير معصوم من العري والكلام الساقط والجنس، إذ حتى الأفلام العائلية، فهي عائلية بالنسبة لمجتمع الأشخاص الذي أصدرو ا الفيلم، وليس لباقي المجتمعات، إذ نجد العائلة تستيقظ في الصباح لتناول وجبة الإفطار، وبعدها يقبل الزوج زوجته بشهوانية، ويقول لها أحبك، والطفل ينظر إليهما ويبتسم، وهذا الأمر غير موجود في مجتمعنا العربي.

تتأرجح أسباب وضع المشاهد المخلة بالحياء في الأفلام، بين ماهو مقصود وله غايات متعددة غامضة، وبين ماهو غير مقصود من طرفهم وليست له أي أهداف مخفية، وإن كانت غير مقصودة هل يمكن الإستغناء عنها؟ وماذا نقصد من المشاهد المخلة بالآداب؟ وماهي الفئات العمرية المعنية؟ وسنضع أسباب أخرى مستقبلا.

نجد مشاهد مخلة بالحياء من أجل الواقعية

هناك من يريد أن تكون قصة فيلمه واقعية جدا أو قريبة للواقع، وبهذا فحتى وإن كان محور القصة لا يتعلق بالجنس، وأنه من الممكن حذف تلك المشاهد من دون الإنقاص من جودة القصة، فإن سبب الواقعية يجعلهم يضعون مشهد أو مشاهد مخلة بالحياء في ذلك العمل، وبشكل واضح، مع أنه بإمكانهم التلميح لتلك اللقطات دون إظهارها، وهذا ما نجده في العديد من الأعمال، كمثال يخبر الوالدين إبنهم الصغير أنه حان وقت النوم، ويظهر بأن الطفل خائف من أن ينام وحده في الغرفة، بعدها يخبر الزوج زوجته أنه عليهم إنجاب أخ أو أخت لطفلهم، والزوجة توافق، ويقفلون الغرفة، وبعدها يظهر الصباح، وفي الأيام المقلبة نعلم بأنها حامل، ومن دون إظهار أي علاقة حميمية.

نجد مشاهد مخلة بالحياء من أجل نشر الخليعة

في بعض الأحيان الأشخاص وراء العمل، تكون غايتهم نشر الخليعة، إما يقدمون قصة جميلة وقوية مع المشاهد الجنسية، وإما قصة ضعيفة بوجود لقطات تخل بالآدب، وطبعا يمكنهم حذف تلك المشاهد بدون التأثير على القصة، لكنهم عن قصد يضعونها، ويكون هدفهم إما نشرها في مجتمعهم، أو عالميا، أو إستهداف مجتمع من المجتمعات من خلالها، والغاية من ذلك إستهداف الأطفال والمراهقين بالأخص، إذ المشاهد لتلك اللقطات ستبقى في مخيلته لوقت طويل، وتقوم بإيقاظ غرائزه الجنسية، وهذا يمكن أن يدفعه للبحث والوقوع في المحرمات القانونية والشرعية، مثلا يمكن أن يتعرف على العادة السرية ويمارسها، وذلك إنطلاقا من ذلك المشهد الجنسي في فيلم معين، وأيضا أن يتعرف على مواقع الجنسية، أو يقوم بإغتصاب طفل أو طفلة، أو القيام بعلاقة غير شرعية.

نجد مشاهد مخلة بالحياء لأنها محور القصة

هناك بعض الأفلام تدور قصتها حول قضية معينة، والتي تتجلى مثلا بأن الفيلم يتحدث عن الحق في المثلية، الرقص الجنسي، عن بائعات الهوى، عن الإغتصاب…، إذ نجد بأن قصة الفيلم تتمحور حول هذه الأمثلة، إذ هي ليست أمور ثانوية، وهنا يمكن أن تأتي هاته المشاهد المخلة بالحياء إما بشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر، يعني يمكن أن نجد فيلم يتحدث عن الإغتصاب، والبحث عن الفاعل، ومعاقبته، وذلك بدون إظهار عملية الإغتصاب، والأجساد العارية، ويمكن أن تكون المشاهد قريبة للواقع، وفي هذه الحالة تكون الأمور لها وقع أكبر.

خلاصة:

طبعا يمكن للشخص أن يجد الجنس، في الشارع، أو على الإنترنت، وسيكون له وقع أكبر من اللقطات الجنسية في الأفلام، ومع ذلك فهذا ليس سببا في وجودها في أغلب الأحيان، هناك بعض الأشخاص يعلم إن أراد مشاهدة الخليعة فهي موجودة على الإنترنت، ولا تأثر فيه تلك المشاهد الجنسية في الأفلام، لأن همه الوحيد هو فقط الإستمتاع بقصة الفيلم وليس مشاهدة الجنس، ومع ذلك فالأفلام المميزة بإعتقادي هي التي يمكن أن تشهادها لوحدك، وأيضا مع الجماعة، والإستمتاع بالقصة بدون أي مشهد محرج.

هناك بعض الحلول لهذه المشكلة، نجد غالبا بأن هناك نسختين للفيلم، الأولى فيها كل المحتوى، والثانية فيها محتوى محذوف، أي لا نجد فيها عنف أو جنس أو رعب، ومع ذلك فأنها تستهدف مجتمعهم، إذ بالرغم من اللقطات الناقصة فيمكن أن يجدها المشاهد العربي لا زالت تحتوي على مشاهد مخلة بالحياء، طبعا لا نتحدث عن الأفلام التي يتم بثها من خلال قنوات عربية، إذ غالبا ما يتم تعديلها مرة أخرى، لكن مع الأسف هناك أفلام إن تم حذف المشاهد الجنسية، مستحيل أن تفهم قصة الفيلم، إذ مثلا المجرم يقتل النساء وهم عراة، أو عندما تكون لقطة جنسية يتم الكلام عن سر مهم، إذ إن لم تسمعه لن تفهم القصة.

يحب الأب الإستمتاع بمشاهدة فيلم مع أبنائه، لكنه يخاف من ظهور لقطة مفاجأة، وبهذا يشاهد معهم فقط الأفلام التي شاهدها من قبل، ويعلم بأنه لا توجد فيها أي لقطات مخجلة، لكن هذا الأمر لا يجعله يستمع عند مشاهدة ذلك العمل للمرة الثانية، وبهذا إن شاء الله في المستقبل، سأضع إمكانية طلب الأفلام المعدلة، والتي سيختار فيها الطالب نوع الأشياء التي يريد حذفها، وبهذا لن يحرق أحداث الفيلم على نفسه، طبعا من خلال هذا الموضوع لموقع أتفرج، يمكنكم إضافة في خانة التعاليق سبب من الأسباب التي تجعل منهم يضعون المشاهد المخلة بالحياء في الأفلام، والتي لم أذكرها مسبقا، أو يمكنكم مناقشة الأسباب التي وضعتها، وأخيرا يمكنكم التصويت على الموضوع ككل بالسلب أو بالإيجاب.